المحراب؛ نموذج لتربية وجدان الفرد ونهوض الأمة

03/12/2024

المحراب هو مكان العبادة والتقرب إلى الله، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في عدة آيات، مما يدل على أهميته في حياة المسلمين.

أبرز الآيات التي ورد فيها ذكر المحراب:

سورة مريم:

 “كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” (سورة مريم: الآية 23).

هذه الآية تشير إلى المحراب كمكان خاص بالعبادة والتقرب إلى الله، حيث كان زكريا يجد عند مريم رزقًا من الله كلما دخل عليها في المحراب.

سورة آل عمران:

ورد ذكر المحراب في سورة آل عمران في سياق قصة مريم العذراء وزكريا عليهما السلام، حيث كان المحراب مكانًا خاصًا بالعبادة والتقرب إلى الله.

معاني ودلالات المحراب في القرآن:

مكان العبادة والتقرب إلى الله: المحراب يرمز إلى المكان الذي يتوجه فيه العبد إلى ربه بالعبادة والدعاء.

رمز للطهارة والقدسية: المحراب مكان طاهر ومقدس، يبتعد فيه العبد عن ملذات الدنيا وشهواتها.

مكان الوحي والتكليم الإلهي: في بعض الآيات، يرتبط المحراب بالتكليم الإلهي والوحي، كما في قصة زكريا ومريم.

مركز المسجد: في العمارة الإسلامية، أصبح المحراب يمثل مركز المسجد، وهو المكان الذي يقف فيه الإمام ليؤم المصلين.

أهمية المحراب:

توحيد القبلة: يشير المحراب إلى اتجاه القبلة، مما يوحد المسلمين في اتجاه واحد أثناء الصلاة.

رمز للوحدة والتكاتف: يجتمع المسلمون خلف إمامهم في المحراب، مما يعزز الشعور بالوحدة والترابط بينهم.

معلم معماري وإسلامي: المحراب هو أحد أهم الرموز المميزة للمساجد الإسلامية، ويعكس هوية الأمة الإسلامية.

ختامًا:

إن ذكر المحراب في القرآن الكريم يدل على أهميته في حياة المسلمين، فهو ليس مجرد مكان للعبادة بل هو رمز للقيم الإسلامية، ومركز للتقوى والروحانية، ومن المهم أن نشير أن غياب المحراب عن حياة الفرد هو تعبير عن غياب الرزق والبركة والعطاء الرباني، وأن حضوره شكلًا ومضمونًا يعني لقاء الخير والبركة والرزق، لهذا من سعى إلى البركة فى الرزق، والولد الصالح ، عليه بالمحراب، ومن أراد أن يستعيد هويته وسعادته في الدنيا والآخرة عليه بالمحراب.

والأمة التي تنازلت عن المحراب لكي تتبع شهواتها هي امة شعارها الانكسار، ولن تستعيد أمة نهضتها وحضورها على مستوى الفرد والجماعة وصولًا إلى معنى الخيرية، كنتم خير امة أخرجت للناس، إلا من خلال عودتها إلى المحراب شكلًا وموضوعًا. بعيدًا عن تبعية شعارها الترفيه الذى يسعى إلى تقليد أعمى للآخر، وانسياق وراء هوى النفس والشيطان وطمس لمعالم الهوية.

لهذا علينا أن نستدعي المحراب في حياتنا وفي مناهجنا، وفي مؤسساتنا، على مستوى الأفراد وعلى مستوى الجماعات، لكى تعود إلينا هويتنا وهيبتنا ومقدساتنا وقدسنا.