أكواريا سي لايف هيلسنكي فلندا

نافذة على عالم البحار ودروس مستفادة لصناع القرار في العالم العربي
22/08/2024

صور

.

مقدمة:
تعتبر زيارة أكواريا سي لايف هيلسنكي في فنلندا تجربة غنية وملهمة، حيث تتيح للزوار فرصة فريدة لاستكشاف عالم البحار وتعرف على تنوع الكائنات البحرية وبيئاتها. تتجاوز هذه الأكواريا كونها مجرد مكان للترفيه، فهي تمثل بيئة تعليمية مثالية تساهم في تربية أجيال جديدة من العلماء والمختصين في العلوم البحرية.
ولقد كان لي شرف زيارتها عقب زياراتي العلمية للسويد، وتجولت في أنحاء المكان، وتعرفت على أهم مظاهر الحياة البحرية، وأهم النصائح المتعلقة بالحفاظ على البيئة البحرية، وبالتالي تقديم نماذج حية للتربية البيئية للمجتمع.
وعلى ضوء ذلك من أراد أن يطور التعليم فى العالم العربى عليه أن يتعلم من تلك النماذج.
دور الأكواريا في التربية العلمية:
تلعب الأكواريا دورًا حيويًا في التربية العلمية وذلك لعدة أسباب:
التعليم التفاعلي:
توفر الأكواريا بيئة تعليمية تفاعلية تسمح للزوار بالتعلم من خلال الملاحظة المباشرة والتجربة العملية.
الإلهام والتحفيز:
تساهم الأكواريا في إثارة فضول الأطفال والشباب ودفعهم إلى استكشاف عالم العلوم بشكل أعمق.
التوعية البيئية:
تلعب الأكواريا دورًا هامًا في التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية والمخاطر التي تهددها.
دعم المناهج الدراسية:
يمكن للأكواريا أن تكون مكملة للمناهج الدراسية في العلوم والجغرافيا والبيولوجيا.
أهمية الاستثمار في التربية العلمية:
أثبتت فنلندا أن الاستثمار في التربية العلمية يؤتي ثماره على المدى الطويل. فنجاحها الباهر في مجال العلوم والرياضيات يعود إلى عدة عوامل من بينها:
الاهتمام بالتعليم المبكر: يتمتع الأطفال الفنلنديون بفرص تعليمية متساوية منذ سن مبكرة.
التعليم التعاوني:
يشجع النظام التعليمي الفنلندي على العمل الجماعي وحل المشكلات.
التدريب المستمر للمعلمين: يتمتع المعلمون الفنلنديون بتدريب عالي الجودة وفرص للتطوير المهني المستمر.
الدروس المستفادة والنصائح لصناع القرار في العالم العربي:
يمكن للعالم العربي أن يستفيد من تجربة فنلندا في مجال التربية العلمية من خلال:
1- إنشاء المزيد من الأكواريا والمراكز العلمية: يجب الاستثمار في إنشاء المزيد من الأكواريا والمراكز العلمية التي تقدم برامج تعليمية تفاعلية ومناسبة للأعمار المختلفة.
2- تطوير المناهج الدراسية: يجب مراجعة المناهج الدراسية في العلوم وإدراج المزيد من الأنشطة العملية والزيارات الميدانية،
وهنا أود الإشارة أن التطوير للمناهج ليس بالحذف أو الدمج كما نفعل في عالمنا العربي، بل يجب الوعي أنها تربية علمية حقيقية للمجتمع، وأن التطوير الحقيقي يرتبط بمشاركة المجتمع والمتخصصين، ومشاركة المعلمين والمتعلمين بشكل واضح ومعلن.

3- تدريب المعلمين: يجب توفير برامج تدريب مستمرة للمعلمين لتمكينهم من استخدام الأساليب التعليمية الحديثة.
4- التعاون مع القطاع الخاص: يجب تشجيع التعاون بين القطاع العام والقطاع الخاص لدعم المشاريع العلمية والتعليمية.
5- تشجيع البحث العلمي: يجب توفير الدعم المادي والمعنوي للباحثين في مجال العلوم البحرية والبيئية.
وأخيرًا ان "أكواريا سي لايف" في "هيلسنكي" عاصمة فلندا ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي نموذج يحتذى به في مجال التربية العلمية. يمكن للعالم العربي أن يستلهم من هذه التجربة ويستثمر في تطوير قطاع التعليم لديه، مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر علماً وتطوراً.